حكم الاستناد إالي المنامات والأحلام في أخد الأحكام الشرعية.



وهذه المقدمة من أهم المقدمات، وأكثرها فائدة، وقد ضلَّ في فهمها طوائف من الصوفيّة، وغيرهم ، فباتوا يأخذون دينهم من الأحلام والمنامات ويعتمدون عليها وعلى الكشف ، والإلهام لتلقي أحكام الشرع، والفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وذكرنا فيها اتفاق أهل العلم قديما وحديثا على أنَّ الرؤيا لا تقوم بها حجة في دين الله، وأنها مقصورةٌ على التحذير والتبشير وتصلح للا ستثناس إذا ما وافقت الحكم الشرعيّ الذي دلّت عليه مصادر الشرع الأصليّة.
‏وهذا هو المذهب الحقّ الوسط! بين غلو الصوفيّة في الاعتماد على المنامات ، والكشف ، والإلهام، والهواجر، والعلم اللّدُنِّي، وغيرها من العلوم الروحيّة عندهم، وبين إفراط المعتزلة والقدريّة في لإنكارهم للاحلام والمنامات أصلاً، ورد دلالتها من التحذير والتبشير والاستتناس ، ونحوها من الآثار المترتبة عليها.
‏وفصّلنا في ذكر الأدلة، واستوعبنا النقولات التي تبيّن ذلك، مع ضرب الأمثلة، وذكرنا أثر الشياطين في هذا الباب ، وتلاعبه بالزهاد والعبّاد، مع إبرازنا لكلام شيخ الاسلام على وجه مستقصي، وفيه ما يعجب ويشفي بإذن الله تعالى.

تعليقات